تجديد التذكر و الترحم والدعاء لوالدي الفقيه عبد القادر يجو

 


الحمد لله رب العالمين، في هاته الأيام المباركة آخر العشر الأواخر لرمضان 1444 ونحن نلتمس ليلة القدر ندعو الله لوالدي الكريمين عبد القادر يجو ورقية يجو، الرحمة والمغفرة، و المقام الرفيع، و النعيم الخالد في الفردوس الموعود منه سبحانه تعالى، للمؤمنين المتقين الصالحين.

ونحن نشهد في تجديد الرحمات و طلب الدعاء لمن فارقناهم من الأقارب، ندعو لوالدي بالمغفرة والتواب و الأجر الكبير.

لقد كان والدي عبد القادر يجو حافظا لكتاب الله، يتاجر في المواد الغذائية، في حانوت في زاوية قرب السوق المغطى بزنقة تغجيرت، حيث يوازي حانوته حانوت صديقه المرحوم سليمان سليماني.

كان رحمه الله يتدبر التفاسير في تفسير ابن كثير وغيره، و يصله ثلة من الحافظين أصدقاءه، و آخرهم من المرحومين السيد الطيب وشاني، و من الأساتذة السيد عبد النبي غرابتي أطال الله في عمره، و من الحافظين السيد بوتشيش أحمد رحمه الله، السي أحمد الذي وافته المنية قبل والدي في حادثة سير قرب مسجد بدر بحي الزيتون.

كما أشهد أن من بين أخلص أصدقائه، الفقيه سي ملوك، جزائري الأصل، الذي كان يقطن بحي لبام، وكان من خيرة الناس ، ولم يتوقف عن زيارة والدي في مرضه، ولا أنسى في هذا المقام الرجل الصالح السيد الصالحي والد المدير محمد صالحي، الذي كان جارا قريبا من طريق السعيدية وحي ملك إلير، السي أحمد الصالحي كان نعم الرجل ثباتا و كرما و رزانة و ابتسامة رغم مرضه المزمن.

رحم الله والدي الكريم وكل أصدقائه الموتى الذين سنخصص لهم تجديد الرحمات في الأيام القادمة بحول الله.

إن الرجل أو المرأة، اذا انقطعت أعمالهما بعد الوفاة لم ينفعهما إلا علم ينتفع به أو صدقة جارية، أو ولد صالح يدعو لهما، فنطلب الصلاح لنكون أهلا للدعاء لهما، و نبتغي من القراء الكرام الدعاء لهما، لكي نرد الجميل لوالدينا، الذين سهرا على تعليمنا و تربيتنا و إطعامنا وكسوتنا، ملتمسين أسباب الرزق.

كان والدي السي عبد القادر رحمه الله يؤكد على وجوب طلب العلم، وعلى الصلاة في وقتها، و لا يشترط علينا و لا يصعب أمورنا، كان سمحا طيبا، حتى إنه يترك لي أفضل الطعام في الصحن حتى أتمم غذائي و يتناول ما يسر الله.

كان والدانا أكثر صبرا وجلدا منا، و أكثر حكمة و رزانة و بصيرة، من جيلنا، إن والدي عاصر اليهود والفرنسيين، ودرس القرآن بتغجيرت و بعض مدن الجزائر، و كان له دكان بدوار أولاد يجو بجماعة أغبال، حيث كان إمام الدشرة، في مسجد صغير ، لم يبق منه إلا بعض الحجر الآن.

كان حفظه الله يبتغي لنا مكانة راقية في التعليم، لأنه فطن منذ البداية لأهمية طلب العلم، و الدراسة في اكتساب الشخصية المستقيمة، و ضمان مستقبل محمود.

و تبقى أمي رقية يجو، رمز الحنان و العطاء و الابتسامة والصبر والتحمل، لا زالت صورتها وهي تصلي، وتسبح وتذكر الله مرسومة في الذاكرة، كما أن أحاجيها القصص القديمة، كانت ملهمة لنا في توسيع الخيال، و الإحساس بالأمان. كما أن ما تعده من أكل كان نموذجا في الجودة والإتقان، رحمها الله.

حين تلاحظ تغيرا في وجوهنا تسألنا، عما يزعجنا ويقلقنا، كانت دائمة القلق تسهرعلى راحتنا.

وهذا دعاء لوالدي الكريمين

  • اللهم أبدلهما داراً خيراً من دارهما، وأهلاً خيراً من أهلهما، وأدخلهما الجنة، وأعذهما من عذاب القبر ومن عذاب النار. اللهم ارحمهما فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض عليك، اللهم قهم عذابك يوم تبعث عبادك. 
  • اللهم يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، ندعوك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت، أجب دعوتي في أيام توخي ليلة القدر، رب أسألك أن تبسط على والداي من بركاتك ورحمتك ورزقك، اللهم اكفهما كل هول دون الجنة حتى تُبَلِّغْهما إياها برحمتك يا أرحم الراحمين.
  • اللهم اغفر لهما، وعافهِما، واعف عنهما، وأكرم نزلهُما، ووسع مدخلهُما، واغسلهما بالماء والثلج والبرد، ونقّهِما من الذنوب والخطايا كما ينقّى الثوب الأبيضُ من الدنس.

و نختم بالصلاة والسلام على رسول الله.

و بدعاء ليلة القدر

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.  

تحرير جمال يجو



أحدث أقدم